قصيدة مَا سِرُّ سُكَّانِ الْحِمَى بِمُذَاعِ – ابن عُنيْن
قصيدة
مَا سِرُّ سُكَّانِ الْحِمَى بِمُذَاعِ
– ابن عُنيْن
مَا سِرُّ سُكَّانِ الْحِمَى بِمُذَاعِ
مَــا سِــرُّ سُــكَّـانِ الْـحِـمَـى بِـمُـذَاعِ
عِـنْـدِي وَلَا عَـهْـدُ الْـهَـوَى بِـمُـضَـاعِ
أَيْـنَ الْـحِمَى مِنِّي سَقَى اللهُ الْحِمَى
رَيًّــا وَكَـانَ لَـهُ الْـحَـفِـيـظَ الـرَّاعِـي
وَمَــنَــازِلًا بَــيْــنَ الْــبِـقَـاعِ وَرَاهِـطٍ
أَكْـــرِمْ بِـــهَـــا مِــنْ أَرْبُــعٍ وَبِــقَــاعِ
تِـلْـكَ الْـمَـنَـازِلُ لَا مَـنَـازِلَ أَنْـهَـجَتْ
بَــيْــنَ الْـكَـثِـيـبِ الْـفَـرْدِ وَالْأَجْـرَاعِ
كَـمْ بَـاتَ يُـلْـهِـينِي بِهَا مَصْنُوعَةُ الْـ
أَلْــحَــانِ أَوْ مَــطْـبُـوعَـةُ الْأَسْـجَـاعِ
إِنْـــسِــيَّــةٌ بَــيْــضَــاءُ أَوْ أَيْــكِــيَّــةٌ
وَرْقَــاءُ عَــاكِــفَـةٌ عَـلَـى الـتَّـرْجَـاعِ
كَـحْـلَاءُ ضَـاقَـتْ عَـنْ إِجَـالَـةِ مِرْوَدٍ
وَجِـرَاحُـهَـا فِـي الْـقَـلْبِ جِدُّ وِسَاعِ
وَمُــدَامَــةٍ لَـمْ يُـبْـقِ طُـولُ ثَـوَائِـهَـا
فِــي خِــدْرِهَــا إِلَّا وَمِـيـضَ شُـعَـاعِ
مِـنْ كَـفِّ مَـصْـقُولِ الْعَوَارِضِ آنِسٍ
يَــرْنُــو بِــمُــقْــلَــةِ جُــؤْذَرٍ مُــرْتَـاعِ
وَقَـفَـتْ عَـقَـارِبُ صُـدْغِـهِ فِي خَدِّهِ
حَـيْـرَى وَبَاتَتْ فِي الْقُلُوبِ سَوَاعِي
رَاضَـتْ خَـلَائِـقَـهُ الْـعُـقَـارُ وَبَـدَّلَـتْ
نَــزَقَ الــصِّــبَــا بِــمُــوقَّـرٍ مِـطْـوَاعِ
فِـي رَوْضَـةٍ نَـسَـجَتْ وَشَائِعَ بُرْدِهَا
كَــفُّ الــسَّـحَـابِ وَأَيُّ كَـفِّ صَـنَـاعِ
حَـلَّـتْ بِـهَـا الْـجَـوْزَاءُ عِـقْـدَ نِطَاقِهَا
فَـتَـبَـاشَـرَتْ بِـالْـخِـصْـبِ وَالْإِمْـرَاعِ
وَعَـلَا زَئِـيـرُ الـلَّـيْـثِ فِـي عَـرَصَاتِهَا
مَـــا بَـــيْــنَ طَــرْفٍ وَاكِــفٍ وَذِرَاعِ
وَتَــدَافَـعَـتْ تِـلْـكَ الـتِّـلَاعُ فَأَتْأَقَـتْ
غُــــدْرَانَــــهَــــا بِأَتِــــيِّ ذِي دُفَّـــاعِ
فَـكَأَنَّـمَـا الْـمَـلِـكُ الْـمُـعَـظَّـمُ جَـادَهَا
بِــنَــوَالِــهِ الْــمُــتَــدَفِّــقِ الْــمُـنْـبَـاعِ
الْـخَائِضُ الْغَمَرَاتِ فِي رَهَجِ الْوَغَى
وَالْــحَــرْبُ حَــاسِـرَةٌ بِـغَـيْـرِ قِـنَـاعِ
وَالْــقَــوْمُ بَــيْــنَ مُــرَدَّعٍ بِــدِمَــائِـهِ
وَمُـــعَـــرَّدٍ بِـــذَمَـــائِــهِ مُــنْــصَــاعِ
فِـي مَـوْقِـفٍ ضَـنْـكٍ كَـرِيـهٍ طَـعْـمُهُ
حُـبِـسَ الْـفَوَارِسُ مِنْهُ فِي جَعْجَاعِ
بِـــمُـــطَـــهَّـــمٍ نَـــهْــدٍ كَأَنَّ مُــرُورَهُ
سَــيْــلٌ تَــدَافَــعَ مِـنْ مُـتُـونِ تِـلَاعِ
أَوْ لَــقْــوَةٍ شَـغْـوَاءَ حَـقَّـقَ طَـرْفُـهَـا
مِــنْ رَأْسِ مَــرْقَـبَـةٍ طَـلًا فِـي قَـاعِ
وَمُــهَــنَّـدٍ يَـبْـدُو عَـلَـى صَـفَـحَـاتِـهِ
رَقْـــرَاقُ مَـــاءٍ فَــوْقَ نَــمْــلٍ سَــاعِ
وَمُــثَــقَّــفٍ إِنْ رَامَ مُـهْـجَـةَ فَـارِسٍ
لَــمْ تَــحْــمِــهَــا مَـوْضُـونَـةُ الْأَدْرَاعِ
فَــكَأَنَّ مُـحْـكَـمَـةَ الـسَّـوَابِـغِ عِـنْـدَهُ
مِـنْ نَـسْـجِ خَـرْقَـاءِ الْـيَـدَيْـنِ لَـكَاعِ
بِــجَــنَــانِ مَــضَّــاءِ الْـعَـزَائِـمِ رَأْيُـهُ
فِـي الْـحَـرْبِ غَيْرُ الْفَائِلِ الضَّعْضَاعِ
وَكَأَنَّــمَــا يَــخْـتَـالُ فِـي غَـمَـرَاتِـهَـا
وَالـنَّـقْـعُ قَـدْ سَـتَـرَ الـدُّجَـى بِـلِـفَاعِ
لَـيْـثُ الـشَّرَى فِي مَتْنِ أَجْدَلَ كَاسِرٍ
يَـسْـطُـو بِـصِـلٍّ فِـي ثِـيَـابِ شُجَاعِ
مَــلِــكٌ فَــوَاضِـلُ جُـودِهِ مَـبْـثُـوثَـةٌ
فِي الْأَرْضِ تَسْأَلُ عَنْ ذَوِي الْإِدْقَاعِ
خُــلِـقَـتْ أَنَـامِـلُـهُ لِـحَـطْـمِ مُـثَـقَّـفٍ
وَلِـــفَـــلِّ هِــنْــدِيٍّ وَحِــفْــظِ يَــرَاعِ
مَــا رَايَــةٌ رُفِــعَــتْ لِأَبْــعَــدِ غَــايَـةٍ
إِلَّا تَــــلَــــقَّــــاهَــــا بِأَطْـــوَلِ بَـــاعِ
مَـلَأَتْ مَـسَـاعِـيـهِ الـزَّمَـانَ فَـدَهْـرُهُ
يَــوْمَــانِ يَــوْمُ قِــرًى وَيَـوْمُ قِـرَاعِ
وَشَأَتْ أَيَــادِيــهِ الْــغُــيُــوثَ لِأَنَّـهَـا
تَــبْــقَــى وَتِــلْـكَ سَـرِيـعَـةُ الْإِقْـلَاعِ
وَلَـهُ إِذَا افْـتَـخَـرَ الْـمُـلُـوكُ مَـفَـاخِـرٌ
لَا تُـــعْـــتَـــلَـــى بِأُبُـــوَّةٍ وَمَــسَــاعِ
مَــا أُوقِــدَتْ نَــارُ الْــكِـرَامِ بِـوَهْـدَةٍ
فِــي الْــمَــحْــلِ إِلَّا شَـبَّـهَـا بِـيَـفَـاعِ
تَــرْجُــوهُ أَمْــلَاكُ الـزَّمَـانِ وَتَـتَّـقِـي
سَـــطَـــوَاتِ ضَـــرَّارٍ لَــهُــمْ نَــفَّــاعِ
يَــا أَيُّـهَـا الْـمَـلِـكُ الْـمُـعَـظَّـمُ دَعْـوَةً
مِــنْ نَــازِحٍ قَــلِـقِ الْـحَـشَـا مُـرْتَـاعِ
لَا يَأْتَــلِــي لِــدَوَامِ مُــلْـكِـكَ دَاعِـيًـا
وَإِلَـى وَلَائِـكَ فِـي الْـمَـحَافِلِ دَاعِي
يُـهْـدِي إِلَـيْـكَ مِـنَ الـثَّـنَـاءِ مَـلَابِسًا
تَـضْـفُـو وَتَـصْفُو مِنْ قَذَى الْأَطْمَاعِ
مَـصْـقُـولَـةَ الْأَلْـفَـاظِ يَـلْـقَاهَا الْفَتَى
مِــنْ كُــلِّ جَــارِحَــةٍ بِــسَــمْــعٍ وَاعِ
أَبْـدَعْـتَ فِـيـمَـا تَـنْـتَـحِيهِ فَأَبْدَعَتْ
فِـــيــكَ الْــمَــدَائِــحُ أَيَّــمَــا إِبْــدَاعِ
فَإِلَـى مَـتَـى أَنَـا بِـالـسِّـفَارِ أُضَيِّعُ الْـ
أَيَّـــامَ بَـــيْــنَ الــشَّــدِّ وَالْإِيــضَــاعِ
حَـلِـفَ الـرِّحَـالَةِ وَالدُّجَى فَرَوَاحِلِي
مَــا تَأْتَــلِــي مَــمْـعُـوطَـةَ الْأَنْـسَـاعِ
أَشْـبَـهْـتُ عِـمْـرَانًـا وَأَشْـبَـهَ كُـلُّ مَنْ
جَــاوَزْتُ مَــنْــزِلَــهُ فَــتَــى زِنْــبَـاعِ
بَــيْــنَــا أُصَــبِّـحُ بِـالـسَّـلَامِ مَـحَـلَّـةً
حَــتَّــى أُمَــسِّــيَ أَهْــلَــهَــا بِــوَدَاعِ
أَبَـــدًا أُرَقِّـــحُ كَـــيْ أُرَقِّـــعَ خَـــلَّــةً
مِـنْ حَـالَـةٍ مِـثْـلِ الـرِّدَا الْـمُـتَـدَاعِي
قَـسَـمًـا بِمَا بَيْنَ الْحَطِيمِ إِلَى الصَّفَا
مِــنْ طَــائِــفٍ مُــتَــنَـسِّـكٍ أَوْ سَـاعِ
إِنِّــي إِلَــى تَــقْــبِـيـلِ كَـفِّـكَ شَـيِّـقٌ
شَـوْقًـا يَـضُـمُّ عَـلَى جَوًى أَضْلَاعِي
عن القصيدة
-
طريقة النظم:
عمودي -
لغة القصيدة:
الفصحى -
بحر القصيدة:
الكامل -
عصر القصيدة:
الأيوبي