قصيدة قَلْبٌ ذَلُولٌ وَغَادَةٌ صَعْبَة – ابن نباتة المصري

قصيدة
قَلْبٌ ذَلُولٌ وَغَادَةٌ صَعْبَة
– ابن نباتة المصري

قَلْبٌ ذَلُولٌ وَغَادَةٌ صَعْبَة

قَــلْــبٌ ذَلُــولٌ وَغَــادَةٌ صَــعْــبَـة
كَــمْ لَــكَ يَـا دَمْـعَ صَـبِّـهَـا صَـبَّـة
أَفْـدِي بِـقَـلْـبِـي الْـمَـغْـلُوبِ لَاعِبَةً
حَـالِـيَّـةَ الْـوَجْـنَـتَـيْـنِ كَـالـلُّـعْـبَـة
هَــيْــفَــاءَ لَا ضَــمَّــةٌ أَفُــوزُ بِــهَـا
إِلَّا إِذَا الــنَّــوْمُ كَــانَ لِـي نَـصَـبَـهْ
أَعْـضَـايَ فِـي كِـسْـوَةِ السَّقَامِ بِهَا
وَلِـمَّـتِـي فِـي الْمَشِيبِ فِي شُهْبَة
حَـاوَلَ لَـثْـمِـي خِـيـلَانُ وَجْـنَـتِهَا
فَــقَــالَ مِــسْــكِــيُّــهَــا وَلَا حَـبَّـة
قُلْتُ وَقَلْبِي فِي الصُّدْغِ مُنْتَشِبٌ
أَلْـثِـمُ قَـلْـبِـي قَـالَـتْ فَـذِي نُـشْبَة
وَابْـتَـسَـمَتْ فَابْتَدَرْتُ مِنْ ظَمَئِي
فَــيَــا لَــهَـا مِـنْ رُضَـابِـهَـا شَـرْبَـة
وَيَــا لَــهَــا عَــضْــبَــةً أَثَـرْتُ بِـهَـا
نُـقْـطَـةَ دَمْـعٍ فَأَصْـبَـحَـتْ عَضْبَة
وَعَــاتَـبَـتْـنِـي فَـقُـلْـتُ مِـنْ أَنَـسٍ
وَقْـتُـكِ لَا تَـجْـعَـلِـيـهِ مِـنْ عَـتْـبَة
فَـوُدُّنَـا الْـمُـسْـتَـقِـيـمُ يُـسْـنَدُ عَنْ
سَـهْـلٍ فَـلَا تُـسْـنِـدِيـهِ عَـنْ شُعْبَة
قَـالَـتْ فَـخُـذْهَـا تَـعْـذِيبَةً لِحَشًى
فَــقُــلْـتُ هَـذِي تَـعْـذِيـبَـةٌ عَـذْبَـة
فَـقُـلْـتُ مَـدْحُ الْـعَـلَاءِ أَعْذَبُ مِنْ
تَــغَــزُّلِــي وَاقْــتَـضَـيْـتُـهَـا رُتْـبَـة
ذُو الْـعِـلْـمِ وَالْـفَـضْلِ مَعْ شَبِيبَتِهِ
لَــيْـسَ لَـهُ فِـي سِـوَاهُـمَـا طَـرْبَـة
وَالـسُّـؤْدَدُ الْـمَحْضُ يَجْتَلِيهِ عَلَى
عِـطْـفَـيْـهِ لَـحْـظُ الـنَّـابِـلِ الْأَنْـبَـهْ
وَالْـحَـمْـدُ وَالْأَجْـرُ مِـنْ بَـضَـائِـعِهِ
فَــكَـمْ لَـهُ كَـسْـبَـةً عَـلَـى كَـسْـبَـة
بَــيْــنَـا يُـوَفِّـي حُـقُـوقَ مَـكْـرُمَـةٍ
فِـي الْـيَـوْمِ أَقْضِي غَدًا إِلَى قُرْبَة
فَـبَـابُ نُـعْـمَـاهُ فِـي الْإِبَـاحَـةِ مِنْ
سَـهْـلٍ وَبَـابُ الْأَضْـدَادِ مِـنْ ضَبَّة
كَـمْ بَـسَـطَـتْ رَاحَـتَـاهُ مِـنْ أَمَـلٍ
وَنَـفَّـسَـتْ بِـالْـجَـمِـيـلِ مِـنْ كُرْبَة
كَــمْ دَلَّــنَــا بِــشْــرُهُ عَــلَــى كَـرَمٍ
وَسَـــاقَــنَــا ذِكْــرُهُ إِلَــى رَغْــبَــة
أَخْــلَــصَ فِــي حُـبِّـهِ ذَوُو رَغَـبٍ
وَاعْــتَــدَلَ الـرَّائِـغُـونَ بِـالـرَّهْـبَـة
وَأَوْضَـحَ الْـخَيْرَ فِي دِمَشْقَ فَتًى
كَـمْ قَـامَ فِـي الْخَيْرِ قَوْمَةً غَضْبَة
قَــوْمٌ زَكَــا فِــي الْأَنَــامِ أَصْـلُـهُـمُ
وَفَــرْعُــهُــمْ وَالْـغَـمَـامُ وَالـتُّـرْبَـة
أَنْـصَـارُ دِيـنِ الْإِسْـلَامِ عُـبْيَةُ خَيْـ
ـرِ الْـخَـلْقِ أَهْلُ الْإِيوَاءِ وَالصُّحْبَة
أَمَــا تَـرَى فِـي دِمَـشْـقَ نَـجْـلَـهُـمُ
قَــدْ خَـطَـبَـتْـهُ أُمُـورُهَـا خِـطْـبَـة
مَـا بَـيْـنَ مَـعْـرُوفِـهَـا وَمُـنْـكَـرِهَـا
نَــهْــيٌ وَأَمْــرٌ يُــرْضِــي بِــهِ رَبَّـهْ
مُـبَـارَكُ الْـكَـعْـبِ أَنْ يُسَرَّ بِهِ الشَّـ
ـآمُ فَــقَــدْ سَــرَّ قَـوْمَـهُ الْـكَـعْـبَـة
يَـا كَـافِـلَ الْـحِـسْبَةِ الَّتِي شَهِدَتْ
بِأَنَّـــهَـــا فَـــوْقَ قَــدْرِهَــا رُتْــبَــة
أَحْــسِــنْ بِــهَــا رُتْــبَــةً تَـكَـفَّـلَـهَـا
مَــنْ هُــوَ بَـعْـدَ الْـبَـهَـا بِـهِ أَشْـبَـهْ
شَــهَـادَةُ الْـفَـرْضِ فِـي سِـيَـادَتِـهِ
تَـمَّـتْ وَزَادَتْ شَـهَـادَةُ الْـحِـسْـبَة
هَــنَّأْتَ عَــلْـيَـاءَهَـا وَمِـثْـلُـكَ مَـنْ
بِــهِ تُــهَــنَّــى مَـطَـالِـعُ الْـهَـضْـبَـة
وَمِــدْحَــةٍ أَنْـتَ أَنْـتَ أَجْـدَرُ مَـنْ
تُـحْـدِثُ لِـلْـخَـيْـرِ قَـلْـبَـهَـا جَـذْبَـة
جَـاءَتْـكَ مَـعْـمُولَ حِسْبَةٍ صُنِعَتْ
فِـيـهَـا الْـمَـعَـانِـي حَـلَاوَةٌ رَطْـبَـة
يَــسْأَلُ ذَاكَ الْــكِــتَــابُ جَــائِــزَةً
فَإِنَّــنِــي فِــيــهِ مِـنْ ذَوِي الْإِرْبَـة
عَــشِــقْــتُــهُ مَــعَ خَـفَـا كِـتَـابَـتِـهِ
فَـاقْـبَـلْ سُـؤَالِـي وَعُـدَّهَـا كِـتْـبَة
وَعِــشْ مُــبِـيـحًـا لِـكُـلِّ مُـطَّـلَـبٍ
عِـلْـمًـا وَجُـودًا جَـاءَا عَـلَـى نِسْبَة
لَــمْ يَـتَـقَـدَّمْ دَهْـرُ الْـكِـرَامِ عَـلَـى
دَهْـرِكَ يَـا سَـيِّـدِي سِـوَى حَـجْبَة

عن القصيدة

  • طريقة النظم:
    عمودي
  • لغة القصيدة:
    الفصحى
  • بحر القصيدة:
    المنسرح
  • عصر القصيدة:
    المملوكي
قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.